السليمانية: نور نزار
يعتبر الدكتور نوزاد يحيى باجگر واحدًا من أبرز رجال الأعمال والمستثمرين في إقليم كردستان العراق، حيث أرسى دعائم التعليم الأهلي برؤية تنموية مبتكرة من خلال تأسيسه لجامعة Cihan، التي باتت من أبرز المؤسسات التعليمية في الإقليم. لا يقتصر دور باجگر على الاستثمار فحسب، بل يُنظر إليه كصاحب رؤية وطنية تسعى لتعزيز فرص التعليم للجميع في العراق، وهو ما تجلى في تصريحاته وتصرفاته التي تعكس حرصه على التوازن والتنمية المستدامة.
ولد نوزاد يحيى باجگر في مدينة السليمانية عام 1948، وتلقى تعليمه الطبي حيث حصل على شهادة الطب عام 1974 من جامعة الموصل، ومن ثم تخصص في جراحة القلب والصدر في جامعة بغداد عام 1987. بدأ مشواره المهني طبيبًا وجراحًا، لكنه لم يكتفِ بذلك، فوسع اهتماماته لتشمل الاستثمار في قطاعات مختلفة، أبرزها التعليم الأهلي الذي أضحى شغفه الرئيسي.
يعتبر باجگر أيضًا فنانًا وشاعرًا، الأمر الذي أضفى على رؤيته التعليمية بعدًا ثقافيًا متميزًا، حيث يرى في الفن والتعليم وجهين لعملة واحدة تهدف إلى بناء مجتمع معرفي متكامل.
في عام 2007، أطلق الدكتور باجگر مشروع جامعة Cihan في أربيل، والتي سُجلت كأول جامعة أهلية في إقليم كردستان، وسرعان ما توسعت فروعها لتشمل السليمانية ودهوك، مستقطبة آلاف الطلاب من مختلف محافظات الإقليم. تميزت الجامعة بنهج أكاديمي حديث يواكب المعايير العالمية ويركز على إعداد الخريجين لسوق العمل.
تحت قيادته، باتت الجامعة منصة تعليمية متكاملة تضم تخصصات متعددة وتشارك في برامج تبادل مع جامعات عالمية، مع الحرص على تطبيق معايير الجودة التعليمية والبحثية.
خلال مقابلة صحفية عبّر الدكتور باجگر عن استيائه من التأخير الطويل في افتتاح فرع لجامعة Cihan في بغداد، رغم حصوله على الموافقات الرسمية منذ عام 2009. وصف التأخير بأنه “ألم كبير” و”حالة إحباط” تهدد تطور التعليم الأهلي في العراق.
وقال:”نحن نطالب الرئاسات الثلاث ومجلس النواب والمحكمة الدستورية بفتح تحقيق رسمي في سبب تأخير إنشاء فرع جامعة Cihan في بغداد والمحافظات الأخرى، ونحن لا نطالب بأكثر من حقنا في تعليم متساوٍ وعادل.”
كما أشار إلى أن توفير فرص التعليم في بغداد ومحافظات الوسط والجنوب يجب أن يكون على نفس المستوى الذي تحظى به محافظات الإقليم، مشددًا على أن الاستثمار في التعليم هو استثمار في مستقبل العراق كله.
إلى جانب نشاطه الأكاديمي والاستثماري، نظم الدكتور باجگر فعاليات ثقافية وأدبية، منها إطلاق كتابه الخاص الذي حمل عنوان “ادفنوني في جامعة Cihan”، تعبيرًا عن ارتباطه العميق بالمؤسسة التي أسسها.
كما شارك في تنظيم ندوات وورش عمل فنية وأدبية، داعمًا المواهب الشابة ومشجعًا على دمج الفنون في العملية التعليمية، لتكوين جيل قادر على الإبداع والابتكار.
في يونيو 2025، وقعت جامعة Cihan مذكرة تفاهم مع غرفة تجارة وصناعة أربيل لتطوير برامج تدريبية تستهدف تنمية مهارات الشباب وتأهيلهم لسوق العمل، شملت دورات متخصصة في اللغة الصينية وبرامج تدريب على الحرف والصناعات الصغيرة.
هذه الخطوة تعكس اهتمام الدكتور باجگر بتقريب التعليم من متطلبات السوق وتحسين جودة الخريجين، مما يسهم في تقليل معدلات البطالة ورفع كفاءة القوى العاملة.
يرى الدكتور باجگر أن تأخير تمديد جامعة Cihan إلى بغداد يمثل نموذجًا لما تواجهه المشاريع التعليمية من عراقيل بيروقراطية وتشريعية في العراق، ما قد ينعكس سلبًا على الثقة في الاستثمار الأكاديمي الأهلي.
مع ذلك، يظل متفائلًا بأن الحكومة العراقية ستتبنى سياسات أكثر مرونة وعدالة، بما يضمن توفير الفرص التعليمية المتساوية في جميع المحافظات، ويرفع من جودة التعليم العالي.
يُعد الدكتور نوزاد يحيى باجگر نموذجًا لرجل الأعمال الأكاديمي المتفاني، الذي يمزج بين العلم، الاستثمار، والثقافة، ليضع حجر الأساس لمشروع تعليمي يُساهم في بناء مستقبل العراق التنموي. رؤيته تتخطى الحدود الجغرافية والسياسية، وهي رؤية تتطلع إلى تحقيق العدالة التعليمية والمساواة بين أبناء العراق، بغض النظر عن الانتماءات الإقليمية.
إن إنجازاته في جامعة Cihan تجعل منه واحدًا من أبرز المستثمرين في التعليم الأهلي، ومثالًا يحتذى به لكل من يسعى إلى تغيير واقع التعليم في العراق إلى الأفضل، عبر منهجية تجمع بين الجودة، الابتكار، والالتزام المجتمعي.
لا تعليق