القاهرة: احمد عدنان

في تصريحات مثيرة تؤكد على عمق الرؤية الاستثمارية والثقة بالاقتصاد العراقي، أعلن رجل الأعمال المصري البارز نجيب ساويرس أن مشاريعه في بغداد تسير بصورة منتظمة وطبيعية

وأوضح ساويرس، أن “استثماراتي في العراق مستمرة بلا تردد، والعمال يواصلون العمل بشكل طبيعي، ما يعكس حالة من الثقة بالوضع الأمني والاقتصادي في الداخل العراقي، على عكس ما قد يظنه البعض في الخارج”.

ويُعد نجيب ساويرس أحد أبرز المستثمرين الأجانب في السوق العراقية، حيث كشف أن حجم استثماراته في البلاد يبلغ نحو 15 مليار دولار، موزعة بين قطاعات الإسكان والبنى التحتية والخدمات

ومن أبرز مشاريعه الجارية مشروع “مدينة علي الوردي” في منطقة النهروان جنوب شرقي بغداد، والذي يُعد من أضخم المشاريع السكنية في تاريخ العراق الحديث. وتهدف هذه المدينة إلى بناء نحو 200 ألف وحدة سكنية على مدى 8 سنوات، ضمن خطة تشمل تطوير خمس مدن جديدة، تستوعب النمو السكاني وتوفر فرص عمل واسعة.

وقدّر ساويرس كلفة المرحلة الأولى من المشروع بحوالي 7 مليارات دولار، مؤكدًا أن التمويل متوفر والعمل يسير وفق جدول زمني دقيق.

في معرض حديثه عن جدوى الاستثمار في العراق، أشار ساويرس إلى أن التحديات التي تواجه السوق العراقية – مثل ضعف البنية التحتية ونقص الخدمات الفندقية والكهرباء والمياه – لا تشكل عقبات، بل فرصاً حقيقية للمستثمرين.

وقال: “في دول كثيرة، المنافسة مرهقة والأسواق متخمة، أما في العراق، فهناك حاجة لكل شيء تقريبًا، وهذا يفتح المجال أمام استثمارات مجدية وعوائد مرتفعة”.

وأضاف أن أحد أسباب اختياره للعراق هو “قلة المنافسة مقارنة بالأسواق المستقرة”، حيث تعاني المشاريع هناك من تضخم الكُلفة وصعوبة اختراق السوق.

وأشاد ساويرس بالإجراءات الحكومية الأخيرة الداعمة للاستثمار، مشيراً إلى أن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أبدى تعاوناً كبيراً في تسهيل المعوقات أمام مشروع مدينة علي الوردي.

وأكد أن التسهيلات التي قدمتها الحكومة العراقية أسهمت في توفير بيئة مواتية للمستثمرين، خاصة مع الاتجاه نحو تذليل العقبات البيروقراطية وتبسيط الإجراءات العقارية والجمركية.

كما دعا الحكومة إلى مواصلة جهودها في تحسين البنية التحتية، وإعادة تأهيل قطاع الخدمات، وتوسيع نطاق الشراكة مع القطاع الخاص، بما يسهم في تحويل العراق إلى وجهة إقليمية للاستثمار.

وبينما يُقدّر العراق حاجته إلى أكثر من 3 ملايين وحدة سكنية بحلول 2030، يأتي مشروع “علي الوردي” ليسد جزءًا كبيرًا من هذه الفجوة، ويقدّم نموذجًا متكاملاً للتخطيط الحضري الحديث.

يشمل المشروع بنى تحتية ذكية، ومرافق خدمية مثل المدارس والمستشفيات والمساحات الخضراء، ما يجعله تجربة فريدة في السوق العراقية.

ويأمل ساويرس أن تكون هذه المدينة “نقطة تحول في مفهوم التنمية الحضرية في العراق”، و”بداية لعودة كبرى لرأس المال العربي إلى الداخل العراقي”.

لا تعليق

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *