شاب لبناني يدخل نادي المليارديرات

كريم عطية.. من بيروت إلى وول ستريت

تيبيرا بزنس

في قصة صعود تلخص روح العصر، انضم الشاب اللبناني كريم عطية إلى نادي المليارديرات الأميركيين بثروة بلغت 1.3 مليار دولار، ليصبح سادس ملياردير أميركي من أصول عربية، وسط نمو لافت لحضور العرب في عالم المال والتكنولوجيا في الولايات المتحدة.

عطية، البالغ من العمر 35 عامًا، هو الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي للتكنولوجيا في شركة التكنولوجيا المالية الناشئة Ramp، التي تُعد من أسرع الشركات نموًا في أميركا، وتقدر قيمتها السوقية اليوم بأكثر من 16 مليار دولار.

وُلد كريم عطية ونشأ في لبنان قبل أن ينتقل إلى الولايات المتحدة للدراسة. حصل على درجة الماجستير في علوم الحاسوب من جامعة هارفارد عام 2011، ثم عمل في شركة الاستشارات Oliver Wyman، لكنه لم يجد شغفه هناك، وقرر العودة إلى البرمجة وتأسيس شركته الخاصة.

في عام 2014، أسس مع زميليه إريك غليمان وجين لي شركة Paribus، وهي منصة ذكية تراقب الأسعار وتعيد الفرق للمستهلكين تلقائيًا في حال انخفضت الأسعار بعد الشراء. ولاقت الشركة نجاحًا سريعًا دفع بنك Capital One للاستحواذ عليها عام 2016، ليستمر عطية في إدارتها لمدة عامين ونصف تحت مظلة البنك.

في عام 2019، أطلق عطية مشروعه الجديد مع شركائه: شركة Ramp، وهي منصة لإدارة النفقات والتحكم المالي للشركات. واستفادت الشركة من خبراتهم السابقة في تطوير حلول تقنية مبتكرة.

نجح المشروع في جذب المستثمرين الكبار، وارتفعت قيمة Ramp بشكل متسارع لتبلغ 13 مليار دولار في مارس/آذار 2025، ثم 16 مليارًا في يوليو/تموز، ما أدخل المؤسسين الثلاثة إلى نادي المليارديرات، مع امتلاك كل منهم حصة تقارب 10%.

بانضمام كريم عطية، أصبح عدد المليارديرات الأميركيين من أصول عربية ستة، بثروات مجتمعة بلغت نحو 17.7 مليار دولار

ويرتفع عدد المليارديرات المولودين خارج الولايات المتحدة إلى 125 شخصًا، ينتمون إلى 41 دولة، لكنهم بنوا ثرواتهم داخل أميركا. ويشكل العرب نسبة صغيرة من هذا العدد، لكن تأثيرهم آخذ في التوسع، خاصة في قطاعات التكنولوجيا والاستثمار الحيوي.

قصة كريم عطية ليست مجرد نجاح شخصي، بل نموذج ملهم لأجيال من العرب الساعين لإثبات حضورهم في الاقتصاد العالمي، وتأكيد أن الطموح المقرون بالمعرفة والجرأة قادر على اختراق أعقد الحواجز.