القاهرة: احمد عدنان
مؤخرا انتقل مصر للواجهة الاقتصادية بعدما وقّعت حكومتها اتفاقيتين استراتيجيتين مع شركتي التعدين العالميتين سنتامين (التابعة لأنجلو جولد) وباريك جولد، داخل فعاليات منتدى مصر للتعدين. الاتفاقية الأولى منحت سنتامين ترخيصًا للتنقيب عن الذهب في مناطق مختارة، فيما وضعت الشراكة مع باريك إطار تطوير متكامل لقطاع المعادن، ضمن رؤية مصرية لتحويل القطاع إلى رافعة اقتصادية تُعزز الناتج المحلي بنسبة محتملة تصل إلى ٥–٦٪ في السنوات المقبلة.
هذا الاستثمار يأتي في وقت تتجه القاهرة نحو تحويل جزء من احتياطيها للعملات الأجنبية نحو قطاعات منتجة ومستدامة. تعكس هذه الخطوة إدراكًا متأخرًا، لكن حاسمًا، لقيمة ما تحت أراضيها من ثروات معدنية.
وفي العاصمة المصرية ذاتها، اجتمع رجال أعمال ليبيون ومصريون في منتدى الأعمال المصري-الليبي في القاهرة مبشرين بعهد جديد من التعاون يجمع بين إعادة الإعمار والشراكة الاقتصادية.
ممثل رجال الأعمال الليبيين صالح العبيدي قال بصوت واثق: “من قلب الدمار تبنى المشاريع الكبرى. مصر ليست مقاولًا، بل شريك بناء واستثمار”. وفعلاً، تبلغ قيمة مشاريع التشييد التي بدأت في ليبيا بالتعاون مع شركات مصرية نحو ٥ مليارات دولار، مع اتفاقات بنحو ملياري دولار صادرات مصرية إلى ليبيا، وفق تقديرات حديثة.
المشهد ليس مجرد تبادل استثماري، بل رسم جديد لعلاقات مبنية على التكامل، في قطاعات الزراعة، والتصنيع، والخدمات اللوجستية. كما أن الخطط تشمل إنشاء مناطق صناعية مشتركة وإنشاء معارض دائمة تحت شعار “صنع في مصر” في مديناتي طرابلس وبنغازي، بهدف تسريع حركة البضائع والخدمات بين البلدين.
لا تعليق